26 الجملة السابقة في التوحيد، ونفي كل توهُّم أوتأويل يمكن أن يتعلَّق بها، والنفي فيه نفي الجنس. والمراد بالإله: ما يصدق عليه الإله حقيقة وواقعاً، وحينئذ يصح أن يكون الخبر المحذوف هوموجود أوكائن، أونحوهما، والتقدير: (لا إله بالحقيقة والحق بموجود). وحيث كان لفظ الجلالة مرفوعاً لا منصوباً، فلفظ (إلّا) ليس للاستثناء، بل وصف بمعنى (غير)، والمعنى: (لا إله غير الله بموجود).
فقد تبيَّن أنَّ الجملة، أعني قوله: (لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ) ، مسوقة لنفي غير الله من الآلهة الموهومة المتخيَّلة، لا لنفي غير الله وإثبات وجود الله سبحانه، كما توهَّمه كثيرون، ويشهد بذلك أنَّ المقام إنَّما يحتاج إلى النفي فقط، ليكون تثبيتاً لوحدته في الألوهية، لا الإثبات والنفي معاً، على أنَّ القرآن الشريف يعدّ أصل وجوده تبارك وتعالى بديهياً، لا يتوقَّف في التصديق العقلي به، وإنّما يعني عنايته بإثبات الصفات، كالوحدة، والفاطريَّة، والعلم، والقدرة، وغير ذلك» 1.
وفي كلام الاستاذ الشهيد المطهري في تفسير كلمة التوحيد اي «لا اله الّا الله» ثلاث احتمالات: احدها، انها مركبة من نفي الآلهه واثبات وجود الله سبحانه
ثانيها، انها مستلزم للبرائة من الآلهه لا جزء من معناها
وثالثها، ان البرائة منها معنى مطابقيّ للآية الكريمه
وهو(قدسسره) وان لم يختار معناً واحداً منها ولكن يستفاد من كلامه بعضها. وعلى كلٍ ننقل كلامه لاشتماله على فائدة فيما نحن بصدده.