15
الفصل الثاني: فلسفة البراءة وحكمتها
إنَّ البراءة من المشركين، والنهي عن تولِّي الكفّار والمشركين، يحملان في طيَّاتهما المُمانعة والتجنُّب عن التقرّب من المشركين. ويأمر القرآن الكريم المسلمين بتجنُّب المشركين وعدم اتِّخاذهم أولياء من دون المؤمنين. ويحتوي هذا الأمر على حِكم ومصالح مهمة لها علاقة مباشرة بمصير المسلمين، نذكر منها:
1- الحفاظ على وحدة الأمّة الإسلامية واستقلاليتها
لاشكَّ أنّ اعتناق الإسلام يعني أن الشخص تحصل له اعتقادات خاصّة ويُلزم بسلوك وواجبات معيّنة. أمّا الكفّار فلاهم يحملون هذه الاعتقادات ولا ملزَمون بتلك التكاليف. صحيح انّ هناك علاقات بين الناس، بحكم الاشتراك في الخلق والحقوق الإنسانية المتبادلة، إلّا أنَّ المسلمين - إضافة الى ذلك- تربطهم أواصر الأخوة الدينية استناداً إلى القوانين والأحكام الإسلامية، التي تقرّ لهم حقوقاً يصبحون بموجبها جزءاً من جسد الأُمَّة الإسلامية التي تتمتّع بالوحدة والاستقلالية.