16وبمقتضي و بموازاة تلك المعتقدات، لا شك أن هناك للمسلمين أعداء يتربَّصون بهم؛ لانهم يرون في الإسلام؛ تش-ريعاً ومنهجاً، خطراً على مصالحهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ممَّا يحرِّكهم - على أكثر من صعيد- لصدِّ المدّ الإسلامي المتصاعد، حتّى إذا اقتضى ذلك التقارب، تحت غطاء الصداقة والتعاون المشترك؛ كي يتمكَّنوا في الوقت المناسب من غرز مخالبهم في ظهر الأُمَّة الإسلامية.
ويدعوالإسلام المسلمين إلى اليقظة والحفاظ على الوحدة والاستعداد العسكري لمواجهة الأعداء، ولزوم الوقوف خلف القائد المؤهَّل لإدارة شؤون البلاد. كما شرَّع الإسلام أحكاماً يحدِّد فيها نوعية العلاقة بين المسلمين وغيرهم؛ حرصاً منه للمحافظة على وحدة واستقلال الأُمَّة الإسلامية، في حين يحترم العلاقات الإنسانية والدولية وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان. ومع هذا فإنَّه لا يُجيز بناء علاقة مودَّة حميمة مع الكفّار.
ويعتقد الشهيد المطهري أنَّ
«المسلم جزء من الجسد الواحد، فيجب أن لا تكون علاقته بخارج هذا الجسد مُنافية مع انتمائه له» . 1 إذن، ليس هناك تعارض بين (العلاقات الإنسانية مع غير المسلمين) و (الحذر من مودَّتهم واتِّخاذهم أولياء من دون المؤمنين)؛ فيوافق الإسلام الأُولى، ويعارض الثانية، حفاظاً على الهويّة الإسلامية.
إنَّ الإسلام مشروع حضاري لهداية الإنسان، يسعى من خلاله أوَّلاً إلى مكافحة المستكبرين والطغاة، والذين يشكِّلون الحاجز الأساسي أمام الهداية الإنسانية، وثانياً تحديد وتقييد العلاقة مع مَن يقع خارج دائرة المسلمين،