14 الصغير أوالمجنون أوالمعتوه، هوالذي يملك تدبير أمورهم وأمور أموالهم، فالمال لهم، وتدبير أمره لوليِّهم، ثُمَّ استعمل وكثر استعماله في مورد الحبّ؛ لكونه يستلزم غالباً تصرّف كلّ من المتحابّين في أمور الآخر، لإفضائه إلى التقرّب والتأثّر بإرادة المحبوب وسائر شؤونه الروحية، فلا يخلوالحبّ عن تصرّف المحبوب في أمور المحبِّ في حياته. فاتِّخاذ الكافرين أولياء هوالامتزاج الروحي بهم، بحيث يؤدِّي إلى مطاوعتهم والتأثّر بهم، في الأخلاق وسائر شؤون الحياة، وتصرّفهم في ذلك. ويدلّ على ذلك تقييد هذا النهي بقوله: (مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ) ؛ فإنَّ فيه دلالة على إيثار حبّهم على حبّ المؤمنين، وإلقاء أزمّة الحياة إليهم دون المؤمنين، وفيه الركون إليهم، والاتّصال بهم، والانفصال عن المؤمنين» 1.