302- و يقول عليه السلام : أنا قاتل الأقران، ومجدل الشجعان، أنا الّذي فقأت عين الشرك، وثللت عرشه، غير ممتن على الله بجهادي، ولا مدل إليه بطاعتي، ولكن أحدّث بنعمة ربّي. 1
فهذه الكلمة وغيرها تشير إلى ما قلنا فيما تقدّم من أنّ مدح الذات هو مدح وشكر للحقّ تعالى على ما أولاه من النعم، والتي على رأسها كونه المظهر الأتم.
فهذه إلمامة سريعة للقراءة المعرفيّة لهذه الحقيقة.
وهناك قراءة أخرى تنحى نحواً آخر تركّز من خلاله على مجموعة من العوامل المؤدّية إلى هذا اللون من مدح الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام لنفسه، والتي منها:
1- إنّه امتثال أمر الله تعالى في بيان نعمه.
2- إنّه بيان للحقائق التاريخية.
3- إنّه دفاع عن الحقّ من خلال الدفع عن المظلوم.
4- إنّه دفاع عن حقّ الناس.
5- إنّه دفاع عن الذات إزاء الهجوم الدعائي العنيف. 2
فلذا نحاول أن نشير في هذه المحطّة إلى بعض من تلك الكلمات النورية الإلهيّة الصادرة من الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام في وصف نفسه وكمالاته، والتي كما قلنا هي وصف للكمالات الإلهيّة فلاحظ وتدبّر:
1- قال علي عليه السلام :
«ما لله نبأ أعظم منّي، وما لله آية أكبر منّي». 3