18هو دنياها ودنياها هي دينها فهي إذا معصومة في غضبها لأنها معصومة بالعصمة الكبرى فلا تغضب إلاّ لدينها إن كان سبب الغضب دينها أو دنياها المجردة في شخصها ولذلك كانت العصمة الكبرى هي خصوصيتها فهي لا تغضب إلّا لله سبحانه وتعالى فلا تغضب إلّا على الباطل الذي يغضب ربها سبحانه ولا ترضى إلّا على الحق الذي يرضى عنه ربها سبحانه وتعالى ولذلك خصها ربها بذلك وفضّلها بذلك على عامة المسلمين ولذلك ذكر لها ولزوجها ولأبناءها هذه الخصوصية وهذه المنقبة.
ولذلك قال عنهم جميعاً:
«أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم» 1 وهذه أيضاً عصمة كبرى لهم جميعاً وذلك أيضاً لنفس العلّة السابقة، فلو كان هذا النصّ مشروطاً بأن يكون المحارب لهم يقصد دينهم فقط ولا يقصد شخصهم ودنياهم فهذا مشترك بينهم وبين أي مسلم في الأمة كما بينا ذلك سابقاً فيكون بذلك الحديث لا حكمة من ذكر المنقبة والخصوصية فيه، أما إذا كانت