8إنّ جانب تشخيص هذه الأدوات والمنهج الذي على أساسه يقرَّر صحة العقيدة وفلسفتها وتعارض أمرٍ ما معها من عدمه، لأمرٌ تعاني فيه نتاجاتنا الفكرية الإسلامية فقراً واضحاً، وغياباً ملحوظاً.. بمستوى يعيد لهذه المفاهيم مكانتها الحركية في دنيا الإسلام ورؤيتها للحياة.
وفي عين الوقت نجد تفرّداً من بعضٍ، أشخاصاً أو فئات، في تحديد معايير مفاهيم الدين، وإدخال مَن يشاؤون فيها أو إخراجه، وهذا ما يمارس بكلّ شراسة تجاه مذهب كامل ينتمي لدين التوحيد، ويستمد تعاليمه من أصدق رجالاته وأكثرهم انصهاراً في تعاليمه ومفاهيمه..
إنّ اتّهام أتباع أهل البيت(عليهم السلام) بالشرك أو الكفر والمغالاة في الدين، نتيجة لبعض الأعمال التي يقومون بها ويعجز الآخرون عن فهمها ووضعها في سياقها الفكري الصحيح - إذا ما أردنا أن نحسن الظنّ - يحتّم مسؤوليّتين رئيستين:
الأُولى: على أصحاب هذه التُهم، ومَن يتبنّاها، أن يراجعوا أنفسهم، وأدواتهم ومنهجم الذي يتّبعونه في إقصاء الآخر وتصنيفه؛ لكي يكونوا أكثر تمثّلاً لمفاهيم الأخوّة في الدين والدعوة لله بالقول الحسن، الذي يدّعون الدفاع عنه..
والثانية: على أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) أن يأخذوا دورهم المناسب في عرض عقائدهم بشكل ممنهج يتواكب وطبيعة العصر الذي يعيشون فيه؛ كي يكون مفهوماً من قبل أكبر شريحة ممكنة، ويُبعد عنهم سوء الفهم أو النوايا حدّ الإمكان، ويسدّوا منافذ الفتن وأصحابها المتربّصين.
وهذا الكتاب يمثِّل في موضوعه التزاماً بأداء هذه المهمّة في جانبها