40الرسول(ص):
«لا تشدّ الرحال...».
من الواضح أنّ هذا الكلام باطل ولا دليل عليه، بل هو كلام قبيح ويفتقر للباقة. يقول ابن حجر العسقلاني في كتاب (فتح الباري): «وهي من أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيميّة» 1.
والعجب ممّن يحاول تبرئة ابن تيميّة من قوله هذا، ويعتبر نسبة القول بهذا له من التهم الموجّهة لابن تيميّة! ويقول: «إنّ شيخ الإسلام رحمه الله تعالى لم يحرّم زيارة القبور على الوجه المشروع في شيء من كتبه، ولم ينه عنها ولم يكرّهها، بل استحبّها وحضّ عليها، ومصنّفاته ومناسكه طافحة بذكر استحباب زيارة قبر النبيّ [ص] وسائر القبور» 2.
ولا أدري كيف يدّعي هذا القائل أنّ ابن تيميّة يرى استحباب زيارة قبر النبيّ وفي نفس الوقت يحرّم السفر بقصد زيارته؟! ويرى قصد زيارته من القصود المحرمة التي تجعل من السفر سفر معصية؟! أليس هذا تناقضاً واضحاً؟! أوَليس تضعيف ابن تيميّة لأحاديث زيارة قبر النبيّ(ص) خير دليل على عدم قوله باستحباب زيارته؟! وكثير من علماء أهل السنّة خالفوا ابن تيميّة في فتاواه وقوله بأنّ زيارة قبر النبيّ وسائر الأنبياء معصيةٌ 3.
مناقشة ابن تيمية
سيتّضح لنا بطلان كلام ابن تيميّة وافتقاره إلى الدليل، حين تتبيّن مسألتين، هما: