38«والأحاديث المروية في زيارة قبره كلّها ضعيفة، بل كذب» 1.
وكذلك من أقواله:
«بل نفس السفر لزيارة قبر من القبور، قبر نبيٍّ أو غيره، منهيٌّ عنه عند جمهور العلماء، حتّى أنّهم لا يجوّزون قصر الصلاة فيه، بناءً على أنّه سفر معصية؛ لقوله الثابت في الصحيحين: لا تشدّ الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا» 2.
ويقول أيضاً:
«وأمّا الحديث المذكور في زيارة قبر النبيّ، فهو ضعيف، وليس في زيارة قبر النبيّ [ص] حديث حسن ولا صحيح، ولا روى أهل السنن المعروفة كسنن أبي داود والنسائي وابن ماجة والترمذي، ولا أهل المسانيد المعروفة كمسند أحمد ونحوه، ولا أهل المصنّفات كموطأ مالك وغيره، في ذلك شيئاً، بل عامّة ما يُروى في ذلك أحاديث مكذوبة موضوعة، كما يروى عنه[ص] أنّه قال: من زارني وزار أبيإبراهيم في عام واحدٍ ضمنت له على الله الجنّة. وهذا حديث موضوع كذب باتّفاق أهل العلم.
وكذلك ما يروى أنّه قال: من زارني بعد مماتي فكأنّما زارني في حياتي، ومن زارني بعد مماتي ضمنت له على الله الجنّة.
ليس لشيءٍ من ذلك أصلٌ. وإن كان قد روى بعض ذلك الدارقطني والبزّار في مسنده، فمدار ذلك على عبد الله بن عمر العمري، أو من هو أضعف منه، ممّن لا يجوز أن يثبت بروايته حكم شرعي، وإنّما اعتمد الأئمّة في ذلك على ما رواه أبو داود في السنن عن أبي هريرة عن النبيّ