33يقول عبدالله بن أبيمليكة: «إنّ عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر، فقلت لها: يا أمّ المؤمنين، من أين أقبلت؟ قالت: من قبرِ أخي عبدالرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله [ص] نهى عن زيارة القبور؟! قالت: نعم، كان نهى ثمّ أمر بزيارتها» 1.
ويقول السيّد سابق في كتاب (فقه السنّة): «رخّص مالك وبعض الأحناف وروايةٌ عن أحمد وأكثر العلماء، في زيارة النساء للقبور؛ لحديث عائشة: كيف أقول...» 2.
ونقل ابن عبد البر في كتاب (التمهيد) قول أحمد بن حنبل بالجواز مستشهداًً بهذه الواقعة، فجاء فيه: «... وسمعت أبا عبدالله، يعني أحمدبن حنبل، يُسأل عن المرأة تزور القبر، فقال: أرجو - إن شاء الله - أن لا يكون به بأسٌ؛ عائشة زارت قبر أخيها» 3.
وكذلك اعتبر محمّد بن إسماعيل الكحلاني رواية عبد الله بن أبي مليكة دليلاً على جواز زيارة القبور. 4
الدليل الرابع: ذهاب السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) لزيارة قبر حمزة وشهداء أُحد كلّ جمعة. ففي الرواية التي يرويها الإمام السجاد(ع) عن أبيهالحسين(ع) يقول: «إنّ فاطمة بنت النبيّ [ص] كانت تزور قبر عمّها حمزة كلّ جمعة، فتصلّي وتبكي عنده» 5.