44وقال بعضهم : ثُمَّ اسْتَوىٰ عَلَى الْعَرْشِ قعد عليه .
وقال ابن الزاغوني : خرج عن الاستواء بأربع أصابع 1 .
ولهم ولأتباعهم مثل ذلك خبائث كلّها صريحة في التشبيه والتجسيم ، لا سيما في مسألة الاستواء .
وهو - سبحانه وتعالىٰ - متنزه عمّا لا يليق به من صفات الحَدَث .
ثمّ إنّ هؤلاء الجمادات وأعالي الجهلة ، يلزمهم أن يقولوا في الحديث الذي رواه مسلم وغيره ما لم يمكن القول به من أجهل الناس : (ولا يزال عبدي يتقرّب اليّ بالنوافل حتّىٰ أُحبه ، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يُبصر به ، ويده التي يَبطش بها ، ورجله التي يمشي بها . . .) الىٰ آخره .
وبالضرورة لا يكون سبحانه جارحةً لعبده ، ومع هذا يلزم التعدّد بحسب المتقرّبين والتجزئة والتفرقة ، وغير ذلك مّما لا يقوله حمار ، بل ولا جماد ، تعالىٰ اللّٰه وتقدّس عن ذلك .
قال ابن الجوزي : وهؤلاء وأتباعهم جهلوا معرفة ما يجوز علىٰ اللّٰه وما يستحيل عليه .
ومن أعجب ما رأيت لهم ، ما ذكروا عن ابن أبي شيبة أنّه قال في كتاب العرش : إنّ اللّٰه قد أخبرنا : أنّه صار من الأرض الىٰ السماء ، ومن السماء الىٰ العرش ، فاستوىٰ علىٰ العرش .
ثمّ قال : ونبرأ من أقوام شانوا مذهبنا ، فعابنا الناس بكلامهم .
ولو فهموا أنّ اللّٰه - سبحانه وتعالىٰ - لا يوصف بما يوصف به الخلق ، لما بنوا أمورهم وقواعدهم علىٰ المحسوسات التي بها المساواة بينه وبين خلقه ، وفي ذلك