19«أبشر باليُمن والغلبة على جميع بلاد نجد»! فإنَّ مثل هذا، يُشير بإصبع الاتّهام إلى محمد بن عبد الوهاب:
هل هو صاحب دنيا.. أمْ هو رجل يريد لدعوته أنْ تسود بأيِّ مُعين؟!
ونحن مع الاحتمال الثاني، وهو أنَّ ابن عبد الوهاب يريد استقطاب ابن سعود إلى صفّه، عن طريق إغرائه بالمُلك والسيطرة.
إلاّ أنَّ السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو:
من أين لابن عبد الوهاب هذه النبوءة لابن سعود، بمُلك نجد؟!
وهل كان ابن عبد الوهاب مُتيقّناً من نجاح دعوته إلى هذا الحدّ، أم أنَّه يتمثّل خطى الرسول(ص) من بداية دعوته؟!
والجواب حاضر عند الوهابيّين، فهم يعتبرون أنَّ اتّفاق ابن عبد الوهاب وابن سعود بمثابة البيعة الكبرى. أي أنَّ ابن عبد الوهاب يُمثِّل الرسول، وابن سعود يُمثِّل الأنصار حين قالوا للرسول(ص): إنَّ بيننا وبين الرجال حبالاً، وإنا قاطعوها، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أنْ ترجع إلى قومك وتدعنا. فابتسم النبي ثُمَّ قال: (بل الدم بالدم، والهدم بالهدم، أنا منكم وأنتم منّي) 1.
ومعنى هذا: أنَّ ابن عبد الوهاب، في نظر الوهابيّين،