20صاحب نبوءة ويقين، وهو كرسول الله، يسير في حِمى الله ورعايته. أليس هو رافع راية التوحيد التي رفعها الرسول؟ 1
إلاّ أنَّ الوهابيّين فاتهم أنَّ رسول الله(ص) لم يستقطب الأنصار بالمال والمُلك، ولم تكن وسائل الإغراء المادّي أسلوبه وطريقته. ثُمَّ إنْ كانت من أسلوبه وطريقته فهل يحقّ لابن عبد الوهاب أنْ يُقارن نفسه برسول الله(ص) ويقول مقالته: «بل الدم بالدم، والهدم بالهدم»؟!
وإذا ثبت أنَّ رسول الله قال هذه المقالة، فهو رسول ينطق بالوحي وبالغيب في مواجهة قوى مُشركة، أباح الله له مقاتلتها فهل ابن عبد الوهاب لديه ميثاق من الله بإباحة دماء المُخالفين له، من المسلمين الرافضين دعوته؟!
لو أنَّ هذه المقالة قالها ابن عبد الوهاب في مواجهة الإنكليز والفرنسيّين، الذين كانوا يتربّصون بالمسلمين في زمانه، وأنَّ سيف ابن سعود سوف يُسلَّط عليهم؛ لكان من الممكن أنْ تمرّ هذه المقالة دون اعتراض؛ حيث لا شُبهة شرعية في ذلك. لكنَّ المسألة تنحصر في كون ابن عبد الوهاب وضع نفسه