23سأله عنه 1.
إلاَّ أنّ مقوّمات ابن عبد الوهاب وظروف عصره، لمتكن لتتيح له القدرة على نشر دعوته وتمكينها وسط المسلمين، لولا تحالفه مع ابن سعود، الذي وجد فيه ضالّته المنشودة لتحقيق أطماعه في حكم جزيرة العرب، ووجد ابن عبد الوهاب أيضاً في ابن سعود ضالّته لتحقيق الدعم والانتشار لدعوته.
من هنا، وكما تروي المصادر الوهابية، وضع ابن عبد الوهاب يده في يد ابن سعود، وعاهده قائلاً: الدم الدم، والهدم الهدم 2.
ومن الواضح أنّ الدم هنا هو دم المسلمين.
والهدم هو هدم صروح المسلمين.
وهذه المعاهدة، فضلاً عن كونها تصطدم بنصوص الإسلام الصريحة، تصطدم أيضاً بعقيدة أهل السنّة، التي تنصّ على عصمة دماء المسلمين، وعدم جواز الخروج على الحاكم وإنْ كان فاجراً فاسقاً.