24إلاّ أنّ ابن عبد الوهاب ضرب بنصوص الدِّين وعقيدة أهل السنّة عرض الحائط، وانطلق يريق دماء المسلمين في جزيرة العرب بسيوف آل سعود، بحُجة أنّهم مشركون، مُعلناً عصيانه للخليفة العثماني.
ولم تفرز لنا الوهابية سوى مجموعة من الفرق المتعصّبة، التي يتزعّمها ضعاف العقول، الذين يعتمدون على النقل، وهم أشبه بحملة الأسفار، الذين قدّموا لنا صورة طبق الأصل من حنابلة الماضي المشاغبين، المتربّصين بالمسلمين المخالفين لهم.
إلاّ أنّ حظ الوهابيّين كان عظيماً بظهور النفط في جزيرة العرب، وهو ما وفَّر لهم الأموال والإمكانيات التي ساعدتهم على نشر عقائدهم وأفكارهم بين المسلمين، وساعدتهم أيضاً في استقطاب الرموز الإسلامية، واختراق مؤسّساتهم وتيّاراتهم في كلّ مكان.
كذلك استغلت الوهابية بروزها في أرض الحرمين في الدعاية والتأثير على المسلمين.
وعليه يمكن القول: إنّه لولا ظهور النفط، ولولا وجود الوهابية في أرض الحرمين؛ لكان من الممكن لها أن تصبح في ذمّة التاريخ، شأنها شأن أيّة دعوة وضيعة أو فرقة ضالّة من الفرق التي ظهرت في واقع المسلمين.
وإذا كان الحنابلة القدامى مجرّد نَقلَةٍ معطَّلو العقول، فإنّ حنابلة العصر من الوهابييّن كذلك، فهم قد انكبّوا على تراث الحنابلة المتطرّفين وتراث ابن تيميّة وبعثوه من رقدته،