6وحرّمها على أهل بيته خاصة دون أُمّته، فضرب لهم مع رسول الله(ص) سهماً عوضاً ممّا حرّم عليهم 1.
وأخرج الطبري بسنده عن مجاهد أنّه قال: كان آل محمد(ص) لا تحلّ لهم الصدقة، فجعل لهم الخمس 2.
وروى الشيخ الصدوق بسنده عن عيسى بن عبد الله العلوي ، عن أبيه ، عن جده جعفر، عن أبيه محمد بن علي: قال : إن الله الذي لا إله إلاّ هو لمّا حرّم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس، فالصدقة علينا حرام، والخمس لنا فريضة ، والكرامة لنا حلال 3.
ولذا حرص أكثر الشيعة الإمامية الالتزام بهذه الفريضة إيماناً بالله سبحانه وتعالى وتلبية لما أمرهم بقوله : وَ اعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي الْقُرْبىٰ وَ الْيَتٰامىٰ وَ الْمَسٰاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللّٰهِ وَ مٰا أَنْزَلْنٰا... 4.
وظاهر هذه الآية الكريمة أنّها نزلت في غنائم الحرب خاصة دون سواها، لكن الأحاديث والآثار النبوية الشريفة دلّت على أنّ المراد من الغنائم جميع الأصناف التي تنظم تحت هذه الكلمة. وقد أفرد جُلّ الفقهاء والمُحدّثين على اختلاف مذاهبهم باباً خاصاً تضمن أحكام الخمس في مؤلفاتهم الفقهية والحديثية وإن لم يلتزم البعض من المسلمين في الوقت الحاضر بهذه الفريضة.
وقد حاول ويحاول أعداء الإسلام في محاولة فاشلة إبطال مشروعية فريضة الخمس من خلال طرح الشبهات الواهية، والاعتماد على بعض الأخبار والأحاديث الضعيفة، وتحريض عوام الشيعة الإماميّة في الكفّ عن دفع الخمس إلى من يثقون به ويأتمنوه على دينهم من الفقهاء والمجتهدين، ظنّاً منهم بأنّ هذه المحاولات اليائسة والفاشلة سوف تُبعد الاُمّة عن فقهائها الأعاظم رحم الله