5
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على آلائه، والشكر على نعمائه، والصلاة والسلام على أفضل أنبيائه محمد المصطفى أمينه على وحيه ، ونجيبه من خلقه ، وصفيه من عباده ، إمام الرحمة، وقائد الخير ، ومفتاح البركة . وصلّ على أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين ، ولاة أمره، وأمنائه في عباده وبلاده ، وخزنة علمه.
وبعد، فانّ الخمس فريضة ماليّة عباديّة فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، جعلها خالصة لنبيّه(ص) وذريته بدلاً عن الزكاة ، إكراماً وتطهيراً لهم من أكل الصدقات.
كما هي من أهم الموارد المالية التي يمكن أن يستعين بها ولي الأمر في كفالة الفقراء والمساكين وأبناء السبيل من آلرسول الله(ص) دون غيرهم ، حيث أمر الله تعالى عباده أن يُعطوها لهم، وقد ظنّ البعض ومن دون تحقيق أنّ هذه الفريضة من مفتعلات الشيعة الإمامية، جهلاً منهم بأنّ المسلمين قد أجمعوا على مشروعية الخمس، وإن اختلفوا في فروع ما يجب فيه، وكيفية تقسيمه.
قال الشوكاني : روى البخاري في آخر كتاب الخمس من حديث أسماء أنّ النبي(ص) أقطع الزبير أرضاً من أموال بني النضير 1.
وقال في موضع آخر : وكان أبو بكر يقسّم الخمس نحو قسم رسول الله(ص) غير انّه لم يكن يعطي قُربى رسول الله(ص)، وكان عمر يعطيهم منه 2.
وقال السيوطي : أخرج ابن المنذر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) أنّه قال: إنّ الله حرّم الصدقة على رسوله(ص)، فعوّضه سهماً من الخمس عوضاً ممّا حرّم عليه،