7
تقديم
ابن تيميّة وأثر منهجه في العقيدة والشريعة
في العصر الذي تحالفت فيه الوثنيّة والصليبيّة علىٰ تدمير الإسلام وتحطيم كيانه في أراضيه، والذي ينبغي فيه للعالِمِ المسؤول في مثل هذا الظرف الحرِج، أن يتصدّىٰ لهذه المواقف الخطيرة، ويعمد إلى تجميع القوىٰ وتكريسها، ليكون المسلمون صفاً واحداً ويداً واحدة وقوة حامية للإسلام أمام الزحف الوثني القادم من المشرق، المتمثل آنذاك في الهجمة المغوليّة الشرسة المدمِّرة، والزحف الصليبي القادم من الغرب، المتمثّل في الحملات النصرانية الحاقدة، علىٰ مقدسات المسلمين في فلسطين.
في مثل هذا العصر نرىٰ من يطرح نفسه عالماً دينيّاً عارفاً بالكتاب والسنّة، يطرح علىٰ الساحة قضايا ومسائل من شأنها تعكير الصفو، وبلبلة الأذهان، وشقّ الصفوف، وبالتالي تضعيف القوة الإسلامية التي قوامها الوحدة.
أفيمكن والحال هذه وصف مثل هذا الشخص بأنّه عالم عارف أو