10وعلىٰ أيّ نحو فسّر موقفُ الشخص المذكور، فقد أنتج هذا الموقف ثلاث نتائج سيئة، لم تزل آثارها الخطيرة باقيّة إلى الآن:
1 - الحطّ من شأن الأنبياء والأولياء والصالحين والشهداء والصدّيقين، وإنزالهم من مقاماتهم المعنوية العالية التي أعطاهم اللّٰه إياها بجهادهم، وإخلاصهم، ووفائهم للعقيدة ودفاعهم عن الشريعة.
2 - تعريض الآثار الإسلامية للمحو والإبادة والطمس والهدم، علىٰ حدّ لا يبقىٰ من آثار النبيّ والمسلمين الأوائل شيء يدل علىٰ وجودهم، وعلىٰ تفانيهم وتضحياتهم، لو أُتيح لأتباع هذه الفكرة، وأنصار هذا الرجل أن ينفِّذوا كل مآربهم، ومراميهم.
وبالتالي لوْ وُفِّقوا لذلك، لَتحوّل الإسلام في رؤية الأجيال المستقبلة إلىٰ صورة أُسطورية لا واقع لها ولا أساس، إلّا بين الكتب والأوراق، أو في عالم الأذهان والأفكار.
3 - تفريغ الدين من محتواه الداخلي، الغني، حيث قاموا بتفسير القرآن بحرفيته، فأثبتوا للّٰهسبحانه الجسمانية، الجهة، والمكان، وسائر ما تتمتع به المخلوقات من الأوصاف والحالات، وما لها من الأعضاء والجوارح.
وهذا واضح لمن طالع رسائل الرجل المذكور، وكتاباته.
هذه أبرز النتائج التي ترتّبت علىٰ هذا المنهج الفكري الذي قدّمه ابن تيمية، ولكنّه لم يوفّق لتأصيل وتعميم ما كان ينويه ويهدف إليه ويسعىٰ إلى نشره وحمل الناس عليه، وذلك لأنّه:
أوّلاً: واجه مخالفة العلماء الكبار من جميع المذاهب في البلاد المنعمة بالعلم والإيمان، والحبّ للرسول وآله في مصر والشام