6إذا كان قليل العلم والدين . . فهل معظم أتباعك إلّاقعيد مربوط خفيف العقل!؟ أو عامي كذّاب بليد الذهن!؟ أو غريب واجم ، قوي المكر!؟ أو ناشف صالح عديم الفهم . . . يا مسلم! أقدم حمار شهوتك لمدح نفسك ، إلى كم تصادقها وتعادي الأخيار!؟ إلى كم تصادقها وتزدري الأبرار!؟ إلى كم تعظّمها وتصغر العباد!؟ إلى متى تخاللها وتمقت الزهّاد!؟ إلى متى تمدح كلامك بكيفية لا تمدح - واللّٰه - بها أحاديث الصحيحين ، ياليت أحاديث الصحيحين تسلم منك! بل من كل وقت تُغير عليها بالتضعيف والإهدار ، أو بالتأويل والإنكار . .» 1 .
وكاد الباطل أن يضمحلَّ بعد قطع دابر الذين ظلموا ، لولا أن تصدّى بعض تلامذته ، لمواصلة مسيره والترويج لمذهبه ، ولكن تلك المحاولات باءت بالخيبة والفشل أيضاً ، ولم يكن لها كبير أثرٍ على المسلمين ، إلى أن ظهرت دعوة محمّد بن عبدالوهاب إمتداداً لدعاوى ابن تيمية ، بدعمٍ عسكري من محمد بن سعود - وتحالفٍ بينهما - فكفَّر البلاد الإسلامية ، وأنكر المسلّمات ، وهاجَمَ المعتقدات ، وانتهك الحرمات وسَفَك الدماء وقَتل الآلاف من الأبرياء .
فأحسَّ العالم الإسلامي بالخطر من جديد واستعدَّ للدفاع والمقاومة ، وتأهَّب لحالة طواري جديدة ، وكان أوّلُ من تصدَّى له