244و تكاليفه، فقلت: أيّ فائدة تريدون أعظم من اجتماعنا هذا؟ و هل كان يدور في خلد أحد أن يجتمع الصيني في أقصى الشرق بالمراكشي و هو في أقصى الغرب، و العراقي و الفارسي و هو في طرف الشمال باليماني و هو في أقصى الجنوب؟
و لكنّ المسلمين و يا للأسف لو كان يجدي الأسف أنهم لما فاتهم الحجى و اللب أصبحت أعمالهم بل و عباداتهم قشرا بلا لب، يجتمعون و هم متفرقون، و يتقاربون و هم متباعدون، متقاربة أجسامهم متضاربة أحلامهم، يحجّون و لا يتعرف أحدهم بأخيه، و لا يرى إلاّ صورته، و لا يعرف شيئا من أحواله بل و لا اسمه، و بهذا و مثله وصلنا إلى الحال التي نحن فيها اليوم، فلا حول و لا قوة، و باللّه المستعان على هذا الزمان و أهل الزمان.