242لولدها، رجعت إليه فوجدت ماء زمزم قد نبع من تحت قدميه.
ثم بعد إكمال السعي يقصر من شعره، و لعله إشارة إلى أن السالك إلى الحق مهما جد في المسير، فإن مصيره و منتهاه إلى القصور في شعوره، أو التقصير، فإذا عرف قصوره، و اعترف به، حل من إحرامه، و أحل اللّه له الطيبات التي حرمها عليه، و رجع من الحق إلى الخلق، و هو أحد الأسفار الأربع، و إلى هنا تنتهي عمرته.
ثم يوم الثامن يوم التروية يعقد الإحرام ثانيا، و هو إحرام الحج، و يتوجه إلى منى، و قبل الظهر يوم التاسع يكون في عرفات من الظهر إلى غروب الشمس، ثم يفيض إلى المشعر، و قبل طلوع الشمس يعود إلى منى، فيأتي بمناسكها الثلاثة: الرمي، و الذبح، و الحلق، يوم عيد الأضحى، و بعد الحلق يحل من كل ما حرم عليه بالإحرام إلاّ الطيب، و الصيد، و النساء.
ثم يعود إلى مكة لإحرام الحج، و يحل له بعده الصيد، و الطيب، ثم يعود إلى منى و يبيت فيها ليالي النفر، الحادية و الثانية عشر، و يرمي الجمرات في اليومين، أو الثلاث بعد الأضحى، ثم يطوف طواف النساء فتحل له، و هنا تنتهي أعمال الحج و المناسك بأجمعها.
و في كل واحد من هذه الأعمال رموز و أسرار و حكم و مصالح، لو أردنا شرح بعضها فضلا عن كلها لاحتجنا إلى مؤلف مستقل لا نستطيع القيام به، و قد و هن العظم مني و اشتعل الرأس شيبا.
و لكن ليعلم أنّ الأسرار و المصالح التي في الحج، بل و في كل عبادة، نوعان، خاصة و عامة:
أما الخاصة: فهي الأسرار التي يتوصل إليها السالكون و العلماء