186فَلَمَّا عَصَى آدَمُ وَ أُخْرِجَ مِنَ اَلْجَنَّةِ أَنْسَاهُ اَللَّهُ اَلْعَهْدَ وَ اَلْمِيثَاقَ اَلَّذِي أَخَذَ اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى وُلْدِهِ لِمُحَمَّدٍ ص وَ لِوَصِيِّهِ ع وَ جَعَلَهُ تَائِهاً حَيْرَانَ فَلَمَّا تَابَ اَللَّهُ عَلَى آدَمَ حَوَّلَ ذَلِكَ اَلْمَلَكَ فِي صُورَةِ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ فَرَمَاهُ مِنَ اَلْجَنَّةِ إِلَى آدَمَ ع وَ هُوَ بِأَرْضِ اَلْهِنْدِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ آنَسَ إِلَيْهِ وَ هُوَ لاَ يَعْرِفُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ أَنَّهُ جَوْهَرَةٌ وَ أَنْطَقَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ لَهُ يَا آدَمُ أَ تَعْرِفُنِي قَالَ لاَ قَالَ أَجَلْ اِسْتَحْوَذَ عَلَيْكَ اَلشَّيْطَانُ فَأَنْسَاكَ ذِكْرَ رَبِّكَ ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى صُورَتِهِ اَلَّتِي كَانَ مَعَ آدَمَ فِي اَلْجَنَّةِ فَقَالَ لآِدَمَ أَيْنَ اَلْعَهْدُ وَ اَلْمِيثَاقُ فَوَثَبَ إِلَيْهِ آدَمُ وَ ذَكَرَ اَلْمِيثَاقَ وَ بَكَى وَ خَضَعَ لَهُ وَ قَبَّلَهُ وَ جَدَّدَ اَلْإِقْرَارَ بِالْعَهْدِ وَ اَلْمِيثَاقِ ثُمَّ حَوَّلَهُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى جَوْهَرَةِ اَلْحَجَرِ دُرَّةً بَيْضَاءَ صَافِيَةً تُضِيءُ فَحَمَلَهُ آدَمُ ع عَلَى عَاتِقِهِ إِجْلاَلاً لَهُ وَ تَعْظِيماً فَكَانَ إِذَا أَعْيَا حَمَلَهُ عَنْهُ جَبْرَئِيلُ ع حَتَّى وَافَى بِهِ مَكَّةَ فَمَا زَالَ يَأْنَسُ بِهِ بِمَكَّةَ وَ يُجَدِّدُ اَلْإِقْرَارَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ ثُمَّ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا بَنَى اَلْكَعْبَةَ وَضَعَ اَلْحَجَرَ فِي ذَلِكَ اَلْمَكَانِ لِأَنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حِينَ أَخَذَ اَلْمِيثَاقَ مِنْ وُلْدِ آدَمَ أَخَذَهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَكَانِ وَ فِي ذَلِكَ اَلْمَكَانِ أَلْقَمَ اَلْمَلَكَ اَلْمِيثَاقَ وَ لِذَلِكَ وَضَعَ فِي ذَلِكَ اَلرُّكْنِ وَ نَحَّى آدَمَ مِنْ مَكَانِ اَلْبَيْتِ إِلَى اَلصَّفَا وَ حَوَّاءَ إِلَى اَلْمَرْوَةِ وَ وَضَعَ اَلْحَجَرَ فِي ذَلِكَ اَلرُّكْنِ فَلَمَّا نَظَرَ آدَمُ مِنَ اَلصَّفَا وَ قَدْ وُضِعَ اَلْحَجَرُ فِي اَلرُّكْنِ كَبَّرَ اَللَّهَ وَ هَلَّلَهُ وَ مَجَّدَهُ فَلِذَلِكَ جَرَتِ اَلسُّنَّةُ بِالتَّكْبِيرِ وَ اِسْتِقْبَالِ اَلرُّكْنِ اَلَّذِي فِيهِ اَلْحَجَرُ مِنَ اَلصَّفَا فَإِنَّ اَللَّهَ أَوْدَعَهُ اَلْمِيثَاقَ وَ اَلْعَهْدَ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ لِأَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمَّا أَخَذَ اَلْمِيثَاقَ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَ لِمُحَمَّدٍ ص بِالنُّبُوَّةِ وَ لِعَلِيٍّ ع بِالْوَصِيَّةِ اِصْطَكَّتْ فَرَائِصُ اَلْمَلاَئِكَةِ- فَأَوَّلُ مَنْ أَسْرَعَ إِلَى اَلْإِقْرَارِ ذَلِكَ اَلْمَلَكُ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَشَدُّ حُبّاً لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ص مِنْهُ وَ لِذَلِكَ اِخْتَارَهُ اَللَّهُ مِنْ بَيْنِهِمْ وَ أَلْقَمَهُ اَلْمِيثَاقَ وَ هُوَ يَجِيءُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَ لَهُ لِسَانٌ نَاطِقٌ وَ عَيْنٌ نَاظِرَةٌ يَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ وَافَاهُ إِلَى ذَلِكَ اَلْمَكَانِ وَ حَفِظَ اَلْمِيثَاقَ