185إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَضَعَ اَلْحَجَرَ اَلْأَسْوَدَ وَ هِيَ جَوْهَرَةٌ أُخْرِجَتْ مِنَ اَلْجَنَّةِ إِلَى آدَمَ ع فَوُضِعَتْ فِي ذَلِكَ اَلرُّكْنِ لِعِلَّةِ اَلْمِيثَاقِ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أَخَذَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ حِينَ أَخَذَ اَللَّهُ عَلَيْهِمُ اَلْمِيثَاقَ فِي ذَلِكَ اَلْمَكَانِ وَ فِي ذَلِكَ اَلْمَكَانِ تَرَاءَى لَهُمْ وَ مِنْ ذَلِكَ اَلْمَكَانِ يَهْبِطُ اَلطَّيْرُ عَلَى اَلْقَائِمِ ع فَأَوَّلُ مَنْ يُبَايِعُهُ ذَلِكَ اَلطَّائِرُ وَ هُوَ وَ اَللَّهِ جَبْرَئِيلُ ع وَ إِلَى ذَلِكَ اَلْمَقَامِ يُسْنِدُ اَلْقَائِمُ ظَهْرَهُ وَ هُوَ اَلْحُجَّةُ وَ اَلدَّلِيلُ عَلَى اَلْقَائِمِ وَ هُوَ اَلشَّاهِدُ لِمَنْ وَافَاهُ فِي ذَلِكَ اَلْمَكَانِ وَ اَلشَّاهِدُ عَلَى مَنْ أَدَّى إِلَيْهِ اَلْمِيثَاقَ وَ اَلْعَهْدَ اَلَّذِي أَخَذَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْعِبَادِ وَ أَمَّا اَلْقُبْلَةُ وَ اَلاِسْتِلاَمُ فَلِعِلَّةِ اَلْعَهْدِ تَجْدِيداً لِذَلِكَ اَلْعَهْدِ وَ اَلْمِيثَاقِ وَ تَجْدِيداً لِلْبَيْعَةِ لِيُؤَدُّوا إِلَيْهِ اَلْعَهْدَ اَلَّذِي أَخَذَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي اَلْمِيثَاقِ فَيَأْتُوهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ وَ يُؤَدُّوا إِلَيْهِ ذَلِكَ اَلْعَهْدَ وَ اَلْأَمَانَةَ اَللَّذَيْنِ أُخِذَا عَلَيْهِمْ أَ لاَ تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ أَمَانَتِي أَدَّيْتُهَا وَ مِيثَاقِي تَعَاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوَافَاةِ وَ وَ اَللَّهِ مَا يُؤَدِّي ذَلِكَ أَحَدٌ غَيْرُ شِيعَتِنَا وَ لاَ حَفِظَ ذَلِكَ اَلْعَهْدَ وَ اَلْمِيثَاقَ أَحَدٌ غَيْرُ شِيعَتِنَا وَ إِنَّهُمْ لَيَأْتُوهُ فَيَعْرِفُهُمْ وَ يُصَدِّقُهُمْ وَ يَأْتِيهِ غَيْرُهُمْ فَيُنْكِرُهُمْ وَ يُكَذِّبُهُمْ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَحْفَظْ ذَلِكَ غَيْرُكُمْ فَلَكُمْ وَ اَللَّهِ يَشْهَدُ وَ عَلَيْهِمْ وَ اَللَّهِ يَشْهَدُ بِالْخَفْرِ وَ اَلْجُحُودِ وَ اَلْكُفْرِ وَ هُوَ اَلْحُجَّةُ اَلْبَالِغَةُ مِنَ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ- يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ يَجِيءُ وَ لَهُ لِسَانٌ نَاطِقٌ وَ عَيْنَانِ فِي صُورَتِهِ اَلْأُولَى يَعْرِفُهُ اَلْخَلْقُ وَ لاَ يُنْكِرُهُ يَشْهَدُ لِمَنْ وَافَاهُ وَ جَدَّدَ اَلْعَهْدَ وَ اَلْمِيثَاقَ عِنْدَهُ بِحِفْظِ اَلْعَهْدِ وَ اَلْمِيثَاقِ وَ أَدَاءِ اَلْأَمَانَةِ وَ يَشْهَدُ عَلَى كُلِّ مَنْ أَنْكَرَ وَ جَحَدَ وَ نَسِيَ اَلْمِيثَاقَ بِالْكُفْرِ وَ اَلْإِنْكَارِ فَأَمَّا عِلَّةُ مَا أَخْرَجَهُ اَللَّهُ مِنَ اَلْجَنَّةِ فَهَلْ تَدْرِي مَا كَانَ اَلْحَجَرُ قُلْتُ لاَ قَالَ كَانَ مَلَكاً مِنْ عُظَمَاءِ اَلْمَلاَئِكَةِ عِنْدَ اَللَّهِ فَلَمَّا أَخَذَ اَللَّهُ مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ اَلْمِيثَاقَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ أَقَرَّ ذَلِكَ اَلْمَلَكُ فَاتَّخَذَهُ اَللَّهُ أَمِيناً عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ فَأَلْقَمَهُ اَلْمِيثَاقَ وَ أَوْدَعَهُ عِنْدَهُ وَ اِسْتَعْبَدَ اَلْخَلْقَ أَنْ يُجَدِّدُوا عِنْدَهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ اَلْإِقْرَارَ بِالْمِيثَاقِ وَ اَلْعَهْدِ اَلَّذِي أَخَذَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِمْ ثُمَّ جَعَلَهُ اَللَّهُ مَعَ آدَمَ فِي اَلْجَنَّةِ يُذَكِّرُهُ اَلْمِيثَاقَ وَ يُجَدِّدُ عِنْدَهُ اَلْإِقْرَارَ فِي كُلِّ سَنَةٍ-