6
. . . . . . . . . .
بالحجة، و كثرة الاختلاف و التردد، و قصد مكة للنسك 1.
و قال الخليل الحج: كثرة القصد إلى من يعظّمه، و سمي الحج حجا لأن الحاج يأتي قبل الوقوف بعرفة إلى البيت، ثم يعود إليه لطواف الزيارة، ثم ينصرف إلى منى ثم يعود إليه لطواف الوداع 2.
و يستفاد من قول المصنف: الحج و إن كان في اللغة القصد فقد صار في الشرع اسما لمجموع المناسك. أنّ الحج منقول عن معناه اللغوي، و لا ريب في تحقق النقل عند الفقهاء إن لم يثبت كونه حقيقة لغوية في المعنى المصطلح عليه عندهم، و إن لم يثبت النقل عند الشارع.
و ما قيل 3من أنّ النقل عند الفقهاء إنما يتحقق على تعريف المصنف، و أما على تعريف الشيخقدس سرهمن أنه عبارة عن قصد البيت الحرام لأداء مناسك مخصوصة عنده 4، فلا، بل المتحقق على هذا التعريف تخصيص المعنى اللغوي خاصة. ففاسد، لأن النقل متحقق على هذا التقدير جزما، غاية الأمر أنّ النقل على تعريف الشيخ يكون لمناسبة، و على تعريف المصنف لغير مناسبة.
و أورد المصنف في المعتبر على تعريف الشيخ أنه يخرج عنه الوقوف بعرفة و المشعر، لأنهما ليسا عند البيت الحرام، مع أنهما ركنان من الحج إجماعا، قال: فأذن الأسلم أن يقال: الحج اسم لمجموع المناسك المؤداة في المشاعر المخصوصة 5. و هذا التعريف مع سلامته مما أورده المصنف على تعريف الشيخ مطابق لما هو المتبادر من لفظ الحج عند أهل الشرع من كونه عبادة مركبة من جملة عبادات، كالصلاة المؤلفة من الأفعال و الأذكار