13
حكم بناء المساجد على قبور الأولياء
ما أنكره الشيخ من بناء المسجد على قبور الموتى فقد نطق الذكر الحكيم به وعلى جواز قسم منه، وهو إذا كان الموتى من الأولياء، فلا مانع من بناء المسجد على قبورهم تبرّكاً بهم، قال سبحانه: «قٰالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً» 1.
إنّ التأمّل في قصة أصحاب الكهف يكشف لنا من أنّ بناء المسجد فوق قبور الأولياء كان سنّة متّبعة عند الأُمم والشرائع السابقة، والقرآن الكريم يشير إلى تلك السنّة من دون أي ردّ ونقد .
إنّ أصحاب الكهف بعد أن انكشف خبرهم اختلف الناس في كيفية تقديرهم واحترامهم وتكريمهم، وانقسموا إلى قسمين:
1. قسم قالوا: «اِبْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيٰاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ».
وهذا التعبير أي «رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ» يكشف عن أنّ القائل أو القائلين به لم يكونوا من الموحّدين، حيث استصغروا أمرهم بقولهم: «اِبْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيٰاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ» : أي ربنا أعلم بأحوالهم من خير وشرّ وصلاح وفساد.
2. وقسم آخر كسب الموقف في النهاية، حيث دعا إلى بناء