14مسجد على الكهف كي يكون مركزاً لعبادة اللّٰه بجوار قبور الذين رفضوا عبادة غير اللّٰه وخرجوا من ديارهم هاربين من الكفر ولاجئين إلى توحيد اللّٰه وطاعته، وقد حكى عنهم الذكر الحكيم بقوله: «قٰالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً» فالضمير في قوله سبحانه: «غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ» يرجع إلى أصحاب الكهف، أي وقفوا على مكانتهم وكشفوا الستر عن حقيقة أمرهم، فقالوا: «لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً» ، وقد اتّفق أعاظم المفسّرين على أنّ القائلين بذلك هم الموحّدون، قال الطبري: فقال المشركون:
نبني عليهم بنياناً فإنّهم أبناء أبائنا، وقال المسلمون: بل نحن أحقّ بهم، هم منّا نبني عليهم مسجداً نصلّي فيه ونعبد اللّٰه فيه . 1وقال الرازي: وقال آخرون: بل الأَولى أن يبنى على باب الكهف مسجد، وهذا القول يدلّ على أنّ أُولئك الأقوام كانوا عارفين باللّٰه، معترفين بالعبادة والصلاة. (2)
وقال الزمخشري: «قٰالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ» من المسلمين وملكهم وكانوا أولى بهم وبالبناء عليهم «لَنَتَّخِذَنَّ» على باب الكهف «مَسْجِداً» يصلّي فيه المسلمون ويتبرّكون بمكانهم. 2