12مقبولة، وإن اختلفوا في كيفيتها، فعندنا هي مختصّة بدفع المضارّ وإسقاط العقاب عن مستحقّيه من مذنبي المؤمنين، وقالت المعتزلة: هي في زيادة المنافع للمطيعين والتائبين دون العاصين. 1
تحرير محل النزاع
لا خلاف في أصل الشفاعة كعقيدة إسلامية أصيلة، وأنّ الرسول الأكرم الله(ص) هو صاحب الشفاعة الكبرى يوم القيامة، حيث قال ابن تيمية: ثبت بالنصوص المستفيضة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إخراج قوم من النار بعد ما امتحشوا، وثبت أيضاً شفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأهل الكبائر من أمته، والآثار بذلك متواترة عند أهل العلم بالحديث، أعظم من تواتر الآثار بنصاب السرقة ورجم الزاني المحصن ونصب الزكاة ووجوب الشفعة وميراث الجدة وأمثال ذلك. 2
ولا خلاف أيضاً في جواز طلبها من الحي، ومن الشفعاء يوم القيامة كما نصّ على ذلك حديث الشفاعة: «
فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربك...» «فيأتون إبراهيم، فيقولون: أنت نبي الله وخليله من الأرض، اشفع لنا إلى ربك... . 3
لكنّ الخلاف في جواز طلبها منهم في الحياة الدنيا بعد