18 والزيادة فيها عند الدعاء [والصدقات] وصلة الأرحام، وما روي في تنقيص الأعمار عن أوقاتها إلى ما قبله عند فعل الظلم وقطع الرحم وغير ذلك، وهو تعالى وإن كان عالما بالامرين، فلا يمتنع أن يكون أحدهما معلوماً بشرطٍ والآخر بلا شرطٍ، وهذه الجملة لا خلاف فيها بين أهل العدل.
وعلى هذا يتأول أيضا ما روي من أخبارنا المتضمنة للفظ البداء و يبين أنّ معناها النسخ على ما يريده جميع أهل العدل فيما يجوز فيه النسخ، أو تغير شروطها إن كان طريقها الخبر عن الكائنات، لأنّ البداء في اللغة هو الظهور، فلا يمتنع أن يظهر لنا من أفعال الله تعالى ما كنا نظن خلافه، أو نعلم ولا نعلم شرطه. ثم أورد بعض روايات البداء الآتية وتعقبها بقوله: والوجه في هذه الأخبار ما قدمنا ذكره من تغير المصلحة فيه، واقتضائها تأخير الأمر إلى وقت آخر على ما بيناه، دون ظهور الامر له تعالى، فإنّا لا نقول به ولا نجوّزه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً. 1
5- قال المولى محمد صالح المازندراني (ت/ 1081ه): البداء بالفتح والمد في اللغة ظهور الشيء بعد الخفاء وحصول العلم به بعد الجهل واتّفقت الأمّة على امتناع ذلك على الله سبحانه إلا من لا