7
1- تغطية جبرئيل النبي (ص)
روى البخاري:
«كان رسولالله (ص) يخلو بغار حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد في الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: إقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني، فغطني حتى بلغ مني الجَهد، ثم أرسلني فقال: إقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجَهد، ثم أرسلني، فقال: إقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: إقْرَاْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِْنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَاْ وَ رَبُّكَ الأكْرَمُ .
1
وفي الرواية تأملات واضحة:
1. ما هو المبرر لجبرئيل (ع) أن يروّع النبيّ الأعظم (ص) وأن يؤذيه، فيعصره بشدة إلى حدٍّ يبلغ منه الجَهد؟ يفعل به ذلك وهو يراه عاجزاً عن القيام بما يأمره به، ولا يرحمه ولا يلين له.
2. لماذا يفعل ذلك ثلاث مرات لا أكثر ولا أقل؟
3. لماذا صدّقه في الثالثة، لا في المرة الأُولى ولا الثانية، مع أنه يعلم أنّ النبيّ (ص) لا يكذب؟
4. هل السند الذي روى به البخاري قابل للاحتجاج مع أنّ فيه الزُهْري وعروة؟
أمّا الزُهْري فكان سلطانيّاً (كما قال يحيى بن معين) ؛ 2وقد أفسد نفسه بصحبة الملوك (كما قال مكحول) ؛ 3حيث عرف بمؤازرته لحكام الجور من بني أمية، وارتزاقه من موائدهم، وكان كاتباً لهشام بن عبدالملك، ومعلماً لأولاده، وقد جلس هو وعروة في مسجد المدينة، فنالا من علي (ع) فبلغ ذلك السجاد (ع) حتى وقف عليهما فقال: «أما أنت يا عُروة فإنّ أبي حاكم