16مُستخفّاً بالدعاء والمدعوّ والمدعوّ له.
الصفة الخامسة : أن يكون متفقّهاً في دينه، يعرف ما له وما عليه من حقوق وواجبات، ومن تكاليف شرعية، ابتداءً من طعامه ولباسه، فقد ورد عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): «
إذا أراد أحدكم أن يستجاب له فليطيّب كسبه، وليخرج من مظالم الناس، وإنَّ الله لا يرفع إليه دعاء عبد وفي بطنه حرام » 1.
الصفة السادسة: أن يُقدِّم إرادة الله تعالى ومُراده على إرادته ومراده، بمعنى أن لا يُوجب على الله تعالى شيئاً، فإنّه في مقام الافتقار المطلق، وهو سبحانه في مقام الغنى المطلق، وليس للفقير ذاتاً مطلبٌ يفرضه على الغنيّ المطلق، فمَن قصد ذلك لجهل فهو ليس محلاً لاستجابة الدعاء؛ لأنه لم يعرف المدعوّ حقّاً، ومَن قصد ذلك عمداً فقد أساء الأدب، ومَن أساء الأدب في حضرته يكون مطروداً عن فيض رحمته، وقد ورد ما يُشير إلى ذلك في قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «
لا يصدق إيمان عبد حتّى يكون بما في يد الله سبحانه أوثق منه بما في يده » 2، أي أن يكون بما يُريده الله تعالى أوثق ممَّا يُريده هو لنفسه.
صفات المدعوّ
المدعوّ هو الله سبحانه، ومن صفاته أنّه مُجيب الدعوات، بنصِّ القرآن الكريم، وهو قوله تعالى: وَ قٰالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ