3الله بأن يقول- وَ لاٰ أَنٰا عٰابِدٌ مٰا عَبَدْتُّمْ وَ لاٰ أَنْتُمْ عٰابِدُونَ مٰا أَعْبُدُ أي إن كنتم لا تعبدون إلهي إلا بهذا الشرط فإنكم لا تعبدون أبدا و الجواب القريب أنني لا أعبد الأصنام التي تعبدونها- وَ لاٰ أَنْتُمْ عٰابِدُونَ مٰا أَعْبُدُ أي أنتم غير عابدين الله الذي أنا عابده إذ أشركتم به و اتخذتم الأصنام و غيرها معبودة من دونه و إنما يكون عابدا من أخلص العبادة له دون غيره و أفرده بها و قوله وَ لاٰ أَنٰا عٰابِدٌ مٰا عَبَدْتُّمْ أي لست أعبد عبادتكم و ما في قوله- مٰا عَبَدْتُّمْ في موضع المصدر كما قال ذٰلِكُمْ بِمٰا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي اَلْأَرْضِ بِغَيْرِ اَلْحَقِّ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ يريد بفرحكم و مرحكم و معنى قوله وَ لاٰ أَنْتُمْ عٰابِدُونَ مٰا أَعْبُدُ أي لستم عابدين عبادتي و لم يتكرر الكلام إلا لاختلاف المعاني.
قوله سبحانه
لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ 6 109 ليس بإباحة و إطلاق و إنما هو تهديد و زجر كقوله و استفزز من استطعت منهم و معناه لكم جزاؤكم و لي جزائي لأن الدين هو الجزاء-
قوله سبحانه
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ فكأنه قيل لهم يجب عليكم الركوع لله تعالى فاركعوا فأخبر عنهم أنهم لا يركعون تكذيبا لهذا الخبر فلهذا عقيب ذلك جاء
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ و كذلك الآيات الأخر.
قوله سبحانه
وَ إِذٰا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ جَعَلْنٰا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اَلَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجٰاباً مَسْتُوراً لا يجوز عند أحد أن يمنع من سماع الأدلة مع التكليف و لا بد أن يبين للجميع ما كلفهم فوجب أن يسمعهم
القرآن لثبوت التكليف و كان النبي ص يتحد الكفار بقراءته و قد ذم الله تعالى من منع من استماعه قوله تعالى-
وَ قٰالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لاٰ تَسْمَعُوا لِهٰذَا اَلْقُرْآنِ و وبخهم لترك تلاوته قوله
أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ و إنه قال
حِجٰاباً مَسْتُوراً و الحجاب يكون ساترا لا مستورا فيحمل أن يريد به مستورا أنت به و مستورا حالا و أنه أخبر أنه يصرف الآيات و قوله
وَ صَرَّفْنٰا فِيهِ فَذَكِّرْ إِنَّمٰا أَنْتَ مُذَكِّرٌ وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ و يدل أنهم كانوا غير ممنوعين لأن في عقيبها
وَ إِذٰا ذَكَرْتَ رَبَّكَ .