2
الجزء الثاني
تتمة باب مما جاء في النبوات
فصل [في قصة نبينا ع]
قوله تعالى في قصة
نبينا ع -
لاٰ أَعْبُدُ مٰا تَعْبُدُونَ و
قوله
فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ و قوله
فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ و قوله
كَلاّٰ سَيَعْلَمُونَ
6- قَالَ صَفْوَانُ اَلْجَمَّالُ جَاءَ زِنْدِيقٌ إِلَى هِشَامِ بْنِ اَلْحَكَمِ فَقَالَ مَنْ أَشْعَرُ اَلنَّاسِ قَالَ إِمْرُؤُ اَلْقَيْسِ قَالَ أَجَلْ فَبِأَيِّ شَيْءٍ قَالَ بِقَوْلِهِ قَفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَ مَنْزِلٍ
قَالُوا لَوْ كَرَّرَ هَذَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ مَا يَكُونُ عِنْدَكَ قَالَ مَجْنُونٌ قَالَ فَكَيْفَ لاَ تُجَنِّنْ نَبِيَّكَ إِذْ جَاءَ بِ قُلْ يٰا أَيُّهَا اَلْكٰافِرُونَ اَلسُّورَةَ فَقَالَ وَرَاءَكَ اَلْبَابُ فَإِنَّ لِي شُغُلاً وَ رَحَلَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى اَلصَّادِقِ ع وَ حَكَى لَهُ جَمِيعَ ذَلِكَ فَقَالَ ع لَيْسَ عَلَى مَا ظَنَّهُ إِنَّ اَلْمُشْرِكِينَ اِجْتَمَعُوا إِلَى اَلنَّبِيِّ ع فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ اُعْبُدْ إِلَهَنَا يَوْماً نَعْبُدُ إِلَهَكَ عَشْراً وَ اُعْبُدْ إِلَهَنَا شَهْراً نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى قُلْ يٰا أَيُّهَا اَلْكٰافِرُونَ لاٰ أَعْبُدُ مٰا تَعْبُدُونَ يَوْماً- وَ لاٰ أَنْتُمْ عٰابِدُونَ مٰا أَعْبُدُ عَشْراً- وَ لاٰ أَنٰا عٰابِدٌ مٰا عَبَدْتُّمْ شَهْراً- وَ لاٰ أَنْتُمْ عٰابِدُونَ مٰا أَعْبُدُ سَنَةً- لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ فَذَكَرَ هِشَامُ لِلزِّنْدِيقِ فَقَالَ لَيْسَ هَذَا مِنْ خَزَانَتِكَ هَذَا مِنْ خِزَانَةِ غَيْرِكَ . و قال ثعلب إنما حسن التكرار لأن تحت كل لفظة معنى ليس هو تحت الأخرى و تلخيص الكلام- لاٰ أَعْبُدُ مٰا تَعْبُدُونَ الساعة و في هذه الحالة- وَ لاٰ أَنْتُمْ عٰابِدُونَ مٰا أَعْبُدُ في هذه الحال أيضا و اختص الفعلان منه و منهم بالحال و قال من بعد- وَ لاٰ أَنٰا عٰابِدٌ مٰا عَبَدْتُّمْ في المستقبل- وَ لاٰ أَنْتُمْ عٰابِدُونَ مٰا أَعْبُدُ فيما تستقبلون فاختلف المعاني و حسن التكرار لاختلافها و قال الفراء التكرار للتأكيد كقول المجيب مؤكدا بلى بلى و الممتنع لا لا قال الشاعر- كم نعمة كانت لكم كم كم و كم.
و قال ابن قتيبة جاء المشركون إلى النبي فقالوا له استلم بعض أصنامنا حتى نؤمن بك و نصدق بنبوتك فأمره الله بأن يقول لهم لاٰ أَعْبُدُ مٰا تَعْبُدُونَ. وَ لاٰ أَنْتُمْ عٰابِدُونَ مٰا أَعْبُدُ ثم عبروا برهة من الزمان و جاءوه فقالوا له اعبد بعض آلهتنا و استلم بعض أصنامنا يوما أو شهرا أو حولا لنفعل مثل ذلك بإلهك فأمره