13وعلىٰ كلّ تقدير، فنحن أمام هذه الحادثة الكارثة التي هزّت وحدة المسلمين وجعلتهم فريسة للمستعمرين ووسيلة للتقاتل والتخاصم والتنازع والتناوش، مكان بذل الجهد وتكريس التعاون لأهم الأُمور وهو حفظ استقلالهم والتخلّص من مخالب المستعمرين وتنشيط اقتصادهم وتجديد سيادتهم علىٰ العالم.
وهنا نحن نغضّ الطرف عن جميع ما ذكرنا وندعو علماء الوهابية في الحجاز والرياض أن يقيموا مؤتمراً إسلامياً يحضره علماءُ من كافة المذاهب الإسلامية، لدراسة مسائل عديدة - مّما يتميز بها الوهابيون عن غيرهم - في جوّ هادئ تسيطر عليه الروح الموضوعية والعلمية، والبعيدة عن السيطرة السياسية حتىٰ يتبيّن الحقّ عن الباطل، وتتم الحجة علىٰ الجاحد، ولعلّ في هذا المؤتمر نجاح الإسلام والمسلمين وتوحيد الكلمة، كما أنّ لهم كلمة التوحيد.
وبما أنّ الحياة البرزخيّة بعد الانتقال من الدنيا، هي الأساس لنقد دعاياتهم وعقائدهم خصّصنا تلك النشرة لتحقيقها والبرهنة عليها بالكتاب والسنّة والعقل الصريح، في ضمن فصولٍ.
وآخر دعوانا أن الحمد للّٰهربِّ العالمين
جعفر السبحاني