241العرش، الذي تطوف حوله الملائكة وَ تَرَى اَلْمَلاٰئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ اَلْعَرْشِ 1-طالبا أن تفتح أبوابها فيدخل في فردوسها الأبهى، و يخلد في نعيمها الأبدي، مع الخالدين؟
أتراك حيث تبتدىء بطوافك من الحجر فتلمسه قاصدا أنك تبايعه و تأخذ العهد منه، و تقبله و كأنك تقبل يد الرحمن، و أنه قد نزل من السماء أبيض من اللجين، و لكن ذنوب العباد كسته حلة السواد، كناية أنه تحمل ذنوبهم و تعهد بغفرانها من خالقهم؟
أرأيت كيف ينقلب الطائف حول الكعبة بعد الفراغ من طوافه إلى مقام إبراهيم فيصلي فيه؟ إشارة إلى أنه بعد طوافه على القلب قام مقام أبيه إبراهيم في دعائه إلى الرب: وَ اِتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى ، رَبَّنٰا تَقَبَّلْ مِنّٰا إِنَّكَ أَنْتَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ ، وَ تُبْ عَلَيْنٰا إِنَّكَ أَنْتَ اَلتَّوّٰابُ اَلرَّحِيمُ .
أتراه حين ينفلت بعد الفراغ من الطواف إلى السعي بين الصفا و المروة مهرولا، يدفعه الشوق إلى السوق حذار أن تعرضه خطرات الوساوس فتكون حجر عثرة في طريقه إلى مشاهدة الحق، و تكدر عليه ذلك الصفا المتجلي عليه من أشعة تلك اللمعات.
و الصفا هو الصخرة التي وقف عليها نبي الرحمة في أول دعوته الناس إلى التوحيد، و الدخول في دين الإسلام، و التخلي عن عبادة الأصنام، و ما بين الصفا و المروة هو الموقع الذي سعت فيه هاجر أم إسماعيل سبعة أشواط في طلب الماء لولدها الذي تركته في المسجد الحرام حول الكعبة، و لما أيست رجعت