1
مقدمة المؤلِّف
بعد حمد اللّه تعالى على مزيد إفضاله و الصلاة على محمد و آله.
و بعد فيقول الفقير إلى ربّه الكريم و الأسير بحوبة العظيم يوسف بن أحمد بن إبراهيم وفقه اللّه تعالى للعمل لغده قبل أن يخرج الأمر من يده.
قد التمس مني بعض الإخلاء الأجلاء الخلان النبلاء تحرير مختصر يشتمل على ضروريات مسائل الحج حيث كان سلمه اللّه عازماً على الحج إلى بيت اللّه الحرام و قاصداً للتشرف بتلك المشاهد العظام فتعللت عن إجابته مراراً لما أنا فيه من ضيق المجال و توزع البال و ترادف الاشتغال، فما رأيت الحاجة و تكراره في الخطابات، قابلت التماسه سلمه اللّه تعالى بالإسعاف 11و أردفته بالجواب رجاء لنيل الثواب و حذراً من المؤاخذة و العقاب لوجوب بذل العلم لطالبه، و عدم جواز منعه من مستحقه و راغبه مستمداً من اللّه الهداية للصواب و الأمداد في التوفيق في كل باب، و ملتمساً منه أطال اللّه بقاءه و أدام في معارج العز ارتقاءه أن يجريني على بالة الشريف و خاطره المنيف في تلك البقاع المعظمة و البقاع 22المكرمة.
و قد بيّنتها على مقدمتين 33و ثلاثة أبواب.
أما المقدمة الأولى: ففي آداب السفر
و الكلام فيها يقع في مقامات:
المقام الأول: في ذكر الأيام المستحبة و المكروهة
و هي إما من الأسبوع أو من الشهر.
فأما أيّام الأسبوع: فأفضلها للسفر يوم السبت لما روي من الأخبار الناصة على أفضلية السفر 44و في بعضها
«لو أن حجراً أزال عن جبل يوم السبت لردّه اللّه إلى مكانه»
5
5
.
و منها: يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان اللّه فيه الحديد لداود (عليه السلام) 66.
و منها: يوم الخميس، ففي الخبر
إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) كان يسافر يوم الخميس، و قال يوم الخميس يوم يحبّه اللّه و رسوله (صلى الله عليه و آله) و ملائكته
7
7
.
و يؤكد 88ذلك في الحديث المشهور
عنه (صلى الله عليه و آله) «بورك لأمتي في سبتها و خميسها»
9
9
.
و منها: ليلة الجمعة، ففي بعض الأخبار 1010