6كتاب الحج و هذا الكتاب يحتوي على عدة فصول
الفصل الأول
في مقدمات لا بد من ذكرها
المسألة الأولى:
الحج أحد أركان الإسلام و إحدى دعائمه التي أقيم عليها بناؤه، و قد استفاضت في الدلالة على ذلك أحاديث الرسول (ص) و نصوص أهل بيته الطاهرين (ع) ، ففي الحديث عن زرارة بن أعين عن الإمام أبي جعفر الباقر (ع) قال: بني الإسلام على خمسة أشياء، على الصلاة، و الزكاة، و الحج، و الصوم، و الولاية. و عن أبي حمزة الثمالي عنه (ع) : قال بني الإسلام على خمس دعائم:
إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صوم شهر رمضان، و حج بيت اللّٰه الحرام، و الولاية لنا أهل البيت، إلى غير ذلك من الروايات الواردة عنهم (ع) و الواردة من طرق غيرهم من جمهور المسلمين أيضا.
المسألة الثانية:
يجب الحج على كل مسلم من الرجال و النساء إذا اجتمعت له شروط الاستطاعة الآتي ذكرها، و قد دلّ على ذلك صريح الكتاب الكريم، و نصوص السنة المتواترة عن النبي العظيم (ص) ، و قام عليه إجماع جميع فرق المسلمين، بل و علم ذلك بالضرورة الثابتة في الإسلام عن الرسول (ص) ، و لذلك فمن ينكر وجوب الحج و هو يعلم انه من الأحكام الثابتة بالضرورة في الإسلام و من أقوال الرسول التي لا ريب فيها، يكن مكذبا للرسول في رسالته، و محكوما بالكفر في دينه، و قد ذكرنا في المسألة المائة و الرابعة عشرة من كتاب الطهارة