209سبعا، ثم قصر من شعر رأسه، و قد أحل من كل شيء أحرم منه الا الصيد، فإنه في الحرم.
و الأفضل له ان يبقى على إحرامه إلى يوم التروية، و هو اليوم الثامن من ذي الحجة، فإذا حضر هذا اليوم، و زالت الشمس صلى الظهر، و أحرم بعد ذلك بالحج، و مضى إلى منى ملبيا، ثم غدا منها الى عرفات، فاذا كان وقت الزوال من يوم عرفة قطع التلبية، و جمع بين صلاتي الظهر و العصر بأذان واحد و إقامتين، و وقف الى غروب الشمس، فاذا غربت أفاض منها الى المشعر الحرام، فاذا وصل اليه، جمع فيه بين العشائين بأذان و إقامتين، و وقف به تلك الليلة، فإذا أصبح يوم النحر صلى الغداة و وقف على المشعر الحرام الى طلوع الشمس، فاذا طلعت أفاض عنه إلى منى فاذا وصلها، رمى جمرة العقبة بسبع حصاة، ثم ينحر أو يذبح، و يلحق بمنى ثم يمضي إلى مكة من يومه، أو من الغد و لا يؤخر ذلك فيطوف بالبيت سبعة أشواط و هو طواف الحج، و يسعى بين الصفا و المروة سبعا و هو سعى الحج، فاذا تمم ذلك فقد أحل من كل شيء أحرم منه الا النساء و الصيد، و اما الصيد فإنه لا يجوز لهفإنه في الحرمحتى يخرج منه، و اما النساء فلطوافهن الذي بقي عليه، فاذا طافه حللن له.
ثم يخرج من يومه إلى منى، فيقيم بها ليالي التشريق، و يرمى في كل يوم من أيام التشريق، الجمار الثلاث بإحدى و عشرين حصاة لكل واحدة سبع حصيات ثم ينفر بعد ذلك، فإذا أوصل ما ذكرناه فقد قضى حجة متمتعا، و قضى مناسكه كذلك.
«باب صفة القران في الحج»
فاما القران فهو فرض من كان من أهل مكة و حاضريها و صفة ذلك ان يحرم من يريده من ميقات اهله، و يعقد نيته لذلك في حال الإحرام، و يسوق هديه بعد ان يشعره أو يقلده و ذلك ان يشق سنامه و يلطخه بالدم و يقلده بنعل، و الأفضل ان يكون قد صلى فيه فان كان معه بدن كثيرة، صفها صفين و وقف بينها، و أشعرها عن يمينه