18ثابت، وهو التوحيد، فلابدّ من التعرّف عليه لتكن الحركة مباشرة باتجاه ذلك الكمال المطلق.
القسم الثاني: المعرفة القلبية الشهودية
لو أنكر الإنسان المعرفة الشهودية لما هو خارج عن نفسه، فمن المستحيل أن ينكرها في معرفة نفسه وأحاسيسها؛ لأنّها إدراك وجداني لنفسه وأحاسيسها غير الكاذبة، بمعنى أنّه لا يمكنه بأي شكل من الأشكال أن ينكر وجوده وذاته، وبإمكان هذا الإنسان أن يترجم هذا الشهود القلبي والمعرفة الباطنية الوجدانية بالمفاهيم التصورية وبالاستدلال العقلي، وقد بيّن لنا الحقّ تبارك وتعالى صور مختلفة تحكي عن هذا النوع من المعرفة القلبية والشهود الباطني بمراتبه المختلفة من حيث الشدّة والضعف، حيث قال في كتابه الكريم: (مٰا كَذَبَ الْفُؤٰادُ مٰا رَأىٰ* أَ فَتُمٰارُونَهُ عَلىٰ مٰا يَرىٰ* وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهىٰ* عِنْدَهٰا جَنَّةُ الْمَأْوىٰ) 1وهذا الشهود القلبي يمثل أعلى درجات الشهود القلبي والكشف الباطني، وهناك شهود قلبي آخر أقل منه درجة، قال فيه تعالى: (وَ كَذٰلِكَ نُرِي إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) 2وقال تعالى: (ثُمَّ لَتَرَوُنَّهٰا عَيْنَ الْيَقِينِ ) 3.
وأمّا الروايات فهي كثيرة جداً، فمنها: عن أمير المؤمنين علي(ع)، قال:
«الحمد لله الذي لا تُدركه الشواهد ولا تحويه المشاهد ولا تراه النواظر ولا تحجبه السواتر» . 4
وقال(ع) أيضاً:
«إنّ الله عزّ وجلّ ليس بينه وبين خلقه حجاب؛ لأنّه معهم أينما كانوا» 5، قال المازندراني: (ونظيره في الإنسان أنّ الباصرة محجوبة عن إدراك النفس والنفس غير