19محجوبة عن إدراك الباصرة). 1
وفيه إشارة إلى قوله تعالى:
(أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ يَعْلَمُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ مٰا يَكُونُ مِنْ نَجْوىٰ ثَلاٰثَةٍ إِلاّٰ هُوَ رٰابِعُهُمْ وَ لاٰ خَمْسَةٍ إِلاّٰ هُوَ سٰادِسُهُمْ وَ لاٰ أَدْنىٰ مِنْ ذٰلِكَ وَ لاٰ أَكْثَرَ إِلاّٰ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مٰا كٰانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمٰا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيٰامَةِ إِنَّ اللّٰهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
2
وقال(ع):
إلهي إن حمدتك فبمواهبك وإن مجدتك فبمرادك ...فأسألك باسمك الذي ظهرت به لخاصة أوليائك فوحدوك فعبدوك بحقيقتك أن تعرفني نفسك لاقرَّ لك بربوبيتك على حقيقة الإيمان بك ولا تجعلني يا إلهي ممن يعبد الاسم دون المعنى والحظني بلحظة من لحظاتك تنوّر بها قلبي بمعرفتك خاصة ومعرفة أوليائك إنّك على كلّ شيء قدير. 3
وجاء في دعاء الإمام الحسين(ع):
أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدلُ عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه؟! عميت عين لا تراك عليها رقيباً 4
وهنا قطعاً لا يريد الإمام (ع) الرؤية البصرية، بل الرؤية الشهودية القلبية، ويريد بهذه العين عين البصيرة لا الباصرة لأنّ لازم الرؤية البصرية أن يكون المرئي جسماً حالاً في جهة ما، وهو باطل في شأن الباريء عزّ وجلّ، وكما سيأتي في المناجاة الشعبانية من أنّ القلوب لها أبصار ترى بها الحقّ منكشفاً لها متجلّياً من وراء حجب النور، وهذه الأبصار تخترق الحجب