14
معنى الفطرة
لقد جاء في بيان حقيقة الفطرة أنّها المعرفة 1، وأنّها غريزة جُبِلَ عليها 2، وأنّها التوحيد 3، وأنّها الإسلام حين أخذ منهم الميثاق على التوحيد 4، وأنّها الوجدان والضمير الذي دائماً يخاطب الإنسان من باطنه ويسمع نداءه.
وعليه فهي تلك القوة التي أودعها الله تعالى في الإنسان منذ اللحظة الأولى من خلقه، وهي التي تدفع به نحو بلوغ الكمال الإلهي ونحو القيم والأخلاق والسيرة الفاضلة كإحساس داخلي، ويؤنبه إذا فعل ما يخالف السيرة العقلائية للناس، كالتجاوز على حقوق الآخرين والتعدي على كلّ حدّ شرعي أو عقلي أو عرفي، قال الإمام الخميني(رحمه الله): (والفطرة الإلهية من الألطاف التي خصّ الله تعالى بها الإنسان من بين جميع المخلوقات؛ إذ إنّ الموجودات الأُخرى - غير الإنسان - إما أنّها لا تملك مثل هذه الفطرة المذكورة، وإمّا أنّ لها حظاً ضئيلاً منها) 5.
وقد جاء ذكرها في روايات كثيرة حيث قال رسول الله(ص): «
كل مولود يولد على الفطرة » 6قال الحر العاملي: (يعني المعرفة بأنّ الله تعالى خلقه، وكذلك قوله تعالى:
(وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللّٰهُ... )
7
) 8.
قال المجلسي في شرح الرواية المتقدّمة: (كذلك قوله، أي هذه الآية أيضاً محمولة على هذا