206
يحجّ حجّة الإسلام؛ لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق فيه الحجّ، أو سلطان يمنعه، فليمت يهوديّاً أو نصرانيّاً» . و في آخر: «من سوّف الحجّ حتّى يموت بعثه اللّٰه يوم القيامة يهوديّاً أو نصرانيّاً» . و في آخر: «ما تخلّف رجل عن الحجّ إلّا بذنب و ما يعفو اللّٰه أكثر» . و عنهم (عليهم السّلام) مستفيضاً: «بني الإسلام على خمس: الصلاة و الزكاة و الحجّ و الصوم و الولاية» .
و الحجّ فرضه و نفله عظيم فضله، خطير أجره، جزيل ثوابه، جليل جزاؤه، و كفاه ما تضمّنه من وفود العبد على سيّده، و نزوله في بيته و محلّ ضيافته و أمنه، و على الكريم إكرام ضيفه و إجارة الملتجئ إلى بيته، فعن الصادق (عليه السّلام) : «الحاجّ و المعتمر وفد اللّٰه، إن سألوه أعطاهم، و إن دعوه أجابهم، و إن شفّعوا شفّعهم، و إن سكتوا ابتدأهم، و يعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم» . و عنه (عليه السّلام) : «الحجّ و العمرة سوقان من أسواق الآخرة، اللازم لهما في ضمان اللّٰه، إن أبقاه أدّاه إلى عياله، و إن أماته أدخله الجنّة» . و في آخر: «إن أدرك ما يأمل غفر اللّٰه له، و إن قصر به أجله وقع أجره على اللّٰه عزّ و جلّ» . و في آخر: «فإن مات متوجّهاً غفر اللّٰه له ذنوبه، و إن مات محرماً بعثه اللّٰه ملبّياً، و إن مات بأحد الحرمين بعثه اللّٰه من الآمنين، و إن مات منصرفاً غفر اللّٰه له جميع ذنوبه» .
و في الحديث: «إنّ من الذنوب ما لا يكفّره إلّا الوقوف بعرفة» . و عنه (صلّى اللّٰه عليه و آله) في مرضه الذي توفّي فيه في آخر ساعة من عمره الشريف: «يا أبا ذر اجلس بين يدي اعقد بيدك: من ختم له بشهادة أن لا إله إلّا اللّٰه دخل الجنّة إلى أن قال: و من ختم له بحجّة دخل الجنّة، و من ختم له بعمرة دخل الجنّة. .» الخبر. و عنه (صلّى اللّٰه عليه و آله) : «وفد اللّٰه ثلاثة: الحاجّ و المعتمر و الغازي، دعاهم اللّٰه فأجابوه، و سألوه فأعطاهم» . و سأل الصادق (عليه السّلام) رجل في المسجد الحرام من أعظم الناس وزراً؟ فقال: «من يقف بهذين الموقفين: عرفة و المزدلفة، و سعى بين هذين الجبلين، ثمّ