12جعلت الضلال ونتائجه من ضيق الصدر رجساً يجعله الله تعالى على الذين لا يؤمنون، كما أنّ سببب الضلال هو عدم طهارة القلب، قال تعالى: وَ مَنْ يُرِدِ اللّٰهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّٰهِ شَيْئاً أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ 1، والرجس وعدم الطهارة بمعنىً واحد.
هذه الآيات المباركة ونظائرها تشير إلى المرتبة الباطنيّة المعنويّة للرجس؛ لأنّ الضلال ونتائجه وأسبابه أمور باطنيّة معنويّة، قال تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثٰانِ 2، فواضح أنّ الأوثان بنفسها لا رجس فيها، وإنّما الرجس والقذارة في عبادتها دون الله تعالى، وهي من الأمور الباطنيّة المعنويّة أيضاً.
وقال سبحانه: وَ مٰا كٰانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاّٰ بِإِذْنِ اللّٰهِ وَ يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاٰ يَعْقِلُونَ 3، هذه الآية المباركة جعلت الشكّ والريب المؤدّيين إلى الضلال وعدم الإيمان بالله تعالى، رجساً يجعله الله على الذين لا يعقلون.
وقال تعالى: وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزٰادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ 4، فقد أشارت هذه الآية الكريمة إلى حقيقة أخرى، عدا كون الشكّ والنفاق رجساً، وهي: أنّ الرجس ليس كلّه