16وقال في موضع آخر: وعندنا من زعم أنّ الله عزّ وجلّ يبدو له اليوم في شيء لم يعلمه أمس، فهو كافر والبراءة منه واجبة، كما روي عن الصادق عليه السلام . 1
2- قال الشيخ المفيد (ت/ 413ه-): إن كان متعلق البداء هو الله تعالى بأن نقول بدا لله، فحينئذٍ يكون البداء بمعنى الإبداء، وإن كان متعلقه الناس بأن نقول مثلاً (بدا للشيعة أن وصي الإمام الهادي هو ابنه الحسن بعد ما كانوا لا يشكون في أنّه ابنه محمد) وكما في قوله تعالى: وَ بَدٰا لَهُمْ مِنَ اللّٰهِ مٰا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر/ 47]، فالبداء بمعنى ظهور أمر خفيِّ. 2
3- قال السيد المرتضى (ت/ 436ه-) بعد أن ذكر المعنى اللغوي للبداء: والبداء على ما حددناه لا يجوز على الله تعالى، لأنّه عالم بنفسه، لا يجوز له أن يتجدد كونه عالماً، ولا أن يظهر له من المعلومات ما لم يكن ظاهراً؛ ولهذا قالوا: (إذا كان البداء لايجوز عليه لم يجز أيضاً عليه ما يدل على البداء، أو يقتضيه من النهي عن نفس ما أمر به على وجهه في وقته، والمأمور والمنهي واحد)، وقد وردت أخبار آحاد لا توجب علماً، ولا تقتضي قطعاً، بإضافة البداء إلى الله تعالى، وحملها محققوا أصحابنا على أنّ المراد بلفظة البداء فيها النسخ للشرائع، ولا خلاف بين