14
البداء في أقوال علماء الإمامية
1 - قال الشيخ الصدوق (ت/ 381ه-): إنّ اليهود قالوا: (إنّ الله قد فرغ من الأمر)، قلنا: بل هو تعالى كل يوم هو في شأن، لا يشغله شأن عن شأن، يحيي ويميت ويخلق ويرزق، ويفعل ما يشاء، وقلنا: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمّالكتاب، و إنّه لا يمحو إلا ما كان ولا يثبت إلا ما لم يكن، وهذا ليس ببداء، كما قالت اليهود وأتباعهم، فنسبتنا اليهود في ذلك إلى القول بالبداء، وتابعهم على ذلك من خالفنا من أهل الأهواء المختلقة، وقال الصادق عليه السلام : « ما بعث الله نبيا قط حتى يأخذ عليه الاقرار بالعبودية وخلع الأنداد، وإنّ الله تعالى يؤخّر ما يشاء ويقدّم ما يشاء »، ونسخ الشرايع والأحكام بشريعة نبينا محمد من ذلك، ونسخ الكتب بالقرآن من ذلك، وقال الصادق عليه السلام : « من زعم أنّ الله بدا له في شيء اليوم لم يعلمه أمس فابرؤا منه »، وقال عليه السلام : « من زعم أنّ الله بدا له في شيء بداء ندامة، فهو عندنا كافر بالله العظيم ». 1
وقال في موضع آخر عقب روايات البداء: ليس البداء كما يظنّه جهّال الناس بأنّه بداء ندامة؛ تعالى الله عن ذلك، ولكن يجب علينا أن نقرّ لله عزّوجلّ بأنّ له البداء، معناه أن له أن يبدأ بشئ من خلقه فيخلقه قبل شيء ثم يعدم ذلك الشيء ويبدأ بخلق غيره،