16
الأثر لم يختلفوا فيه أنّ النبي صلى الله عليه و آله أخذ بيد الحسن والحسين وعليّ وفاطمة (رضي الله عنهم)، ثم دعا النصارى الذين حاجّوه إلى المباهلة، فأحجموا عنها، وقال بعضهم لبعض: إن باهلتموه اضطرم الوادي عليكم ناراً ولم يبق نصراني ولا نصرانية إلى يوم القيامة 1.
وقال ابن كثير بعد ذكره لقصة المباهلة عن ابن إسحاق في سيرته المشهورة وغيره:
والغرض أنّ وفودهم كان في سنة تسع، لأنّ الزهري قال: كان أهل نجران أول من أدى الجزية إلى رسولالله صلى الله عليه و آله ، وآية الجزية إنّما أنزلت بعد الفتح، وهي قوله تعالى:
(قٰاتِلُوا الَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ لاٰ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) الآية 2.
حاصل الكلام في شأن نزول الآية الكريمة
لما أمر رسوله الكريم صلى الله عليه و آله بمباهلة النصارى بعد نزول قوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّٰهِ عَلَى الْكٰاذِبِينَ ) [آل عمران/ 61]، خرج رسول الله صلى الله عليه و آله ومعه الحسن والحسين وعليّ وفاطمة عليهم السلام ، وقال: