17 « اللهم هؤلاء أهلي »، فلم تجبه النصارى إلى المباهلة خوفاً من اللعنة وقبلوا الجزية، كما أخرج ذلك مسلم في صحيحه، والترمذي في سننه، وعبد الله في زوائده على مسند أبيه أحمد بن حنبل، والحاكم في مستدركه ونصّ على تواتره في (معرفة علوم الحديث)، وصرّح الجصاص باتفاق رواة السير ونقلة الأثر عليه.
دلالة الآية الكريمة
حتى يتضح مدلول الآية الكريمة بشكل كامل وجلي نبيّن معنى ألفاظها ضمن الفقرات التالية على ما استفدناه من تفسير الميزان:
1 - قوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ).
الفاء للتفريع وهو تفريع المباهلة على التعليم الإلهي بالبيان البالغ في أمر عيسى بن مريم عليهماالسلام مع ما أكدّه في ختمه بقوله في الآية السابقة: (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاٰ تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) [آلعمران60/]، والضمير في قوله ( فِيهِ ) راجع إلى عيسى عليه السلام أو إلى الحقّ المذكور في الآية السابقة.
وقد كان البيان السابق منه تعالى مع كونه بياناً إلهياً لا يرتاب فيه، مشتملاً على البرهان الساطع الذي يدل عليه قوله: (إِنَّ مَثَلَ