16رسولالله بما وقع، فأجاب ورقة بما ذكره، وإنّ ما نزل عليه هو الناموس الذي نزّل الله على موسى.
إنّ معنى هذا أن يكون ورقة أعلم بالسرّ المودع في قلب رسولالله من نفسه، كما أنّ معنى ذلك أنّ كلاً من الزوجين كانا شاكّين في صحة الرسالة، فانطلقا إلى متنصّر قرأ وريقات من العهدين حتى يستفتياه؛ ليزيل عنهما حجاب الشكّ و غشاوة الريب! !
إنّ معنى ما ذكره البخاري من أنّ ورقة أخبر النبي (ص) بأنه سيخرجك قومك، فتعجب الرسول من هذا الكلام وقال: أو مخرجيّ هم؟ كون المرسل إليه أعلم من الرسول وأفضل منه!
إنّ ما ذكره ابن هشام من (أنّ الرسول (ص) كلما رفع رأسه إلى السماء لينظر، ما رأى إلإ رجلاً صافاً قدميه في أفق السماء، فلاينظر في ناحية من السماء إلا رآه فيها) يشبه كلام المصابين في عقولهم وشعورهم، والمتخلّفين في أفكارهم، فلايرون في كل جهة إلا الصورة المتخيلة، لطغيانها على مخيلتهم وشعورهم. أعاذنا الله من نسبة الشنائع إلى مقام النبوة بنحوٍ لا يليق بساحة العاديين من الناس، فضلاً عن النبي الأكرم خاتم النبيين (ص) .
أنظر إلى امتحان خديجة لبرهان النبوة، فإنّ ظاهرها أنها كانت شاكّة في نبوة زوجها، ولكنها استحصلت اليقين على الوجه الذي سمعته في كلام ابن هشام والطبري، ولكن أي صلة بين رفع الخمار وإلقائه وعدم رؤية جبرئيل؟ وهل لرفع الخمار وتعرية شعر الرأس تأثير في غياب أمين الوحي عن البيت؟
ترى أنه سبحانه ينقل في غير سورة من سور القرآن الكريم محادثة الملائكة زوجة الخليل وتبشيرها