15التي نقلها المشايخ كالبخاري وابن هشام والطبري، وتلقاها الآخرون من بعدهم، على أنها حادثة متسالم عليها، تضاد ما يستشفه الإنسان من التدبر في حالات الأنبياء في القرآن الكريم، وتناقض البديهة العقلية، وإليك بيان ما فيها من نقاط الضعف، وعلائم الجعل والتهافت:
إنّ النبوة كما ثبت في محلّه، منصب إلهي لا يفيضه الله إلاّ على من امتلك زخماً هائلاً من القدرات الروحية، والقوى النفسية العالية حتى يقوى على معاينة الوحي، ومشاهدة الملائكة، فعندئذ فلا معنى لما ذكره البخاري:
«لقد خشيت على نفسي» أ فيمكن أن ينزل الوحي الإلهي علىمن لا يفرق بين لقاء الملك، ولقاء الجن ومكالمته حتى يخشى على نفسه الجنون أو الموت؟
وأسوأ منه ما ذكره الطبري من أنه (ص) همّ أن يرمي بنفسه من شاهق من جبل، فندم عليه ورجع عنه حين سمع كلام جبرئيل، يقول له: يا محمد أنا جبرئيل.
إنّ هذا الكلام يعرب عن أنّ نفسه (ص) لم تكن مستعدة لتحمل الوحي إلى درجة، همّ أن يقتل نفسه بالإلقاء من حالق، و هل هذا هو إلاّ نفس الجنون الذي كان المشركون يصفونه به طيلة بعثته؟ فوا عجباً مانسمعه من أعوانه وأنصاره، وأخيراً من لسان زوجته!
إنّ قول خديجة لرسولالله (ص) : «كلا والله ما يخزيك الله أبداً» يعرب عن أنها كانت أوثق إيماناً بنبوته من نفس الرسول، فهل يمكن التفوّه بذلك؟ وما حاجة النبي الأعظم الذي قال تعالى في حقّه: وَ عَلّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً . 1إلى هذا التسلّي؟
ذكر البخاري أنّ خديجة انطلقت مع رسولالله (ص) إلى ورقة، فأخبره