10غير ممكنة في حقّنا نحن، وهو حقّ لمن صاغه وصنعه على عينيه، وجعله مظهره الأتم، ومثله الأعلى، وآيته الكبرى، ونبأه العظيم، وقرآنه الناطق، وصراطه المستقيم، وميزان الأعمال، وعنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة، فهو سبحانه وتعالى من عرفه حقّ معرفته، وكذا هو من حقّ النبيّ الخاتم (ص) الّذي ربّاه وأدّبه وصاغه صياغة وحيانية، حتّى كان عليه السلام نفسه ووارثه في الكمالات كلّها، وباب مدينة علمه، وخليفته ووزيره، حتّى قال (ص) :
«علي منّي، وأنا من علي» 1، و«... فأمّا علي فأنا هو، وهو أنا» 2.
انطلاقاً من هذه الحقيقة يظهر لنا جليّاً أهمية قراءة فضائل الإمام علي عليه السلام قراءة تستوحي الوقوف على الممكن من الكمالات المختزنة في هذه الشخصية، وكيفية توظيفها في مسير الإنسان نحو الله تعالى، سواء على المسار العقائدي أم المسار السلوكي، والأخذ منها حسب وعائنا الوجودي وحدّنا الإمكاني، بحيث نتحرّك إلى الحقّ تعالى تحت مظلّتها، مستلهمين الزاد المعرفي، والبعد السلوكي منها، وما إلى ذلك.
ومن هنا تجدر الإشارة إلى دراسة العوامل التي أدّت إلى اهتمام القرآن الكريم، والنبي (ص) بذكر فضائل الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام ، والإكثار منها وإبرازها بنحو لا يمكن لأيّ أحد مصادرتها، أو التقليل من شأنها، أو حتّى تفريغها من محتواها ولو بذكر فضائل مماثلة لغيره، كما حاول البعض فعل ذلك، ولكنها تبخّرت تحت شمس الحقيقة، فأقرأ ما تيسّر لك من صفحات التاريخ لتجد الأمر واضحاً جليّاً.